كتب / ايهاب نبيل
تصوير / يحيي اللقاني
مدير ادارة العلاقات العامة بجريدة
الطبعة الاولي
نجحت فى التحرر من ربقة التقولب داخل إطار فنى معين،
ورفضت
الانتماء الكلى لأى مدرسة فنية معروفة ،
امتلكت الأصالة والعراقة المصرية ،
والشخصية
السكندرية المنطلقة المتحررة بطبيعتها ،
وسكنت زوايا روحها كل ما يتميز به البحر من
شغف وصخب وغموض .
انها الفنانة الرقيقة
جيهان فوزي
تعتبر مزيجا خاصا متفردا ، عصيا على التكرار ،
عسيرا على
الفهم .
فهي تقدم تجربة ذاتية شديدة الخصوصية ،
وتطرح قضايا نفسية
وأحاسيس بالغة العمق والأصالة ،
وتتنوع موضوعاتها بين كل العوالم والبيئات .
وقد أثرى ذلك المزيج الفريد من النضج الإنساني والعمق الثقافي الحضاري والرغبة الجارفة فى التعلم
والاطلاع شخصية الفنانة المصرية ،
فصارت أعمالها حية ، متوهجة ، تتخطى المدرسة الانطباعية
وما بعدها بما لها من ألوان مشرقة واضحة ،
وتتخذ من المدرسة التجريدية نافذة نحو عوالم
فسيحة تضيق بها أي صفة فنية معروفة ، أو أي اتجاه فنى سائد ، حتى الاتجاهات الحداثية
السائدة منذ نصف قرن .
وتألقت بملتقي بصمات الفنانين التشكلين العرب
الثاني عشر دورة العراق
يوم الاحد 18 من ديسمبر 2016
بلوحة فنية مميزه جدا لتنال
اوسكار ومدليه ذهبية وشهادة تقدير.
من الفنان القدير
وحيد البلقاسي
رئيس ملتقي بصمات والفنان
شاكر عبد الحميد
وزير
الثقافة الاسبق .
بدءت جيهان فى اكتشاف موهبتها عندما كانت تقضى الساعات
تحدق
فى وجه طفلها النائم ،
ومثلما أصبحت تفاحة نيوتن مثالا للإلهام العلوى الذى قاده لإكتشاف
الجاذبية
و وضع قوانين الحركة ،
فقد كانت الملامح الملائكية البريئة الناعمة لطفلها
النائم ،
هي تفاحتها ألتي جعلتها تدرك ما تتمتع به من موهبة ،
وبدءت برسم الطفل النائم
مرة بعد مرة ،
ثم رسم بعض التصميمات فى عيد ميلاده الأول ،
ثم تضرب جيهان مثلا للفنان
الناضج الذى لم ينطلق لينتج فنا بل انطلق ليتعلم !!
وتثبت أن الفنان الناضج هو - بالضرورة
- الإنسان الناضج .
وتحت إشراف نخبة من المدربين والفنانين الذائعين الشهرة ،
تمكنت جيهان من تنمية وتطوير موهبتها ،
وتلمست الطريق نحو مجال فنى فسيح ،
لم يكن من
الممكن بلوغه لولا الصبر والمثابرة والشغف والإرادة .
وقد أثمرت عشرة أعوام كاملة من السعي الحثيث ، والعمل النشط
الدؤوب فى تفجر تلك الطاقات الإبداعية الهائلة .
و كأن القدر يرسل إشارته لمباركة المسيرة الوليدة للفنانة
الشابة ،
يكون أول مشاركة حقيقية لها فى
جاليري ورد
وكأنها الإشارة ألتي تقول
أن هذا المكان هو حيث تفتحت للمرة الأول تلك الموهبة الفذة .
كانت فكرة المعرض الذى تمت إقامته فى جاليري ورد
بدبى
لتدعيم صندوق تحيا مصر
ثم قبول ثلاث لوحات قدمتهم الفنانة هدية للقنصلية المصرية بدبى ،
زينت بهم القنصلية جدرانها
ثم الاشتراك فى مشروع شركة فون العالمية فى دبى وتنفيذ اثنتا
عشرة
لوحة لصالحهم
ثم دعوتها إلى مهرجان ( Mercatino
Dell' Antiquariato )
فى مدينة فينسيا الإيطالية
ثم دعوتها إلى معرض (
Art Basel Week ) فى ولاية فلوريدا
الأمريكية
ثم توالى الدعوات إلى معارض عالمية من الولايات المتحدة الأمريكية
والهند وسلطنة عمان وسنغافورة و الصين
.
وتسجل للحصول على دبلومه ( art
) فى قرية المعارف بدبى
وتعود إلى مصر وتظهر ضيفة عزيزة على شاشة
التليفزيون المصري ،
فنانة مصرية جميلة ، تلهم كل باحث عن الجمال و النجاح .
وتنضم لحركة مبدعون من أجل التغيير
وتقوم بعمل ورشة لتعليم المبتدئين تقنيات دمج الألوان ،
والاطلاع على مدرسة الفن التجريدي
وبمساعدة الفنانة الكبيرة فريدة درويش تقوم بعمل كورس
تعليمي يسمي ( الورشة )
ثم تطير إلى إيطاليا لتشارك فى معرض أرت ستوديو بثلاث لوحات
متميزة ،
أثارت إعجاب وانبهار كل من يراها ،
و تنال شهادة تقديرعن مشاركتها المتميزة
فى ذات المعرض
ويكرر معرض - أرت ستوديو - دعوته لجيهان للاشتراك فى فعالياته
ألتي أقيمت فى مدينة فينيسيا
الإيطالية
وتشارك فى معرض ( mad
) فى مدينة ميلانو الإيطالية ،
بلوحة واحدة للعرض فقط ، وهي لوحة نادرة وغريبة فى فكرتها
وتنفيذها ،
أشاد بها كل نقاد الفن التشكيلي وهي لوحة
( الغابة السوداء )
وتسعى حاليا لعمل مدرسة فنية متخصصة فى تعليم تقنيات الرسم
وعمل معرض دائم للشباب الراغبين فى عرض أعمالهم
و مازالت جيهان فوزى تنجز الكثير من اللوحات ،
متنقلة بين
المدارس والاتجاهات الفنية والتقنيات المختلفة ،
وتسعى بلا سأم لتطوير فنها وأساليبه
،
وتقديم أفضل ما تجود به ضربات فرشاتها لمحبي فنها الدافئ
الأصيل .
و بكل درجات الألوان ، وتقنيات الرسم ، وأنواع المواد الخام
الورقية أو القماشية ،
وبكل أصول الألوان الزيتية أو المائية ،
وبكل ما تحمله من شغف
الفنان الباحث عن الكمال .
و بكل ألوان الحياة ،
ستظل
جيهان فوزى
علامة مشرقة ، مضيئة
فى واقعنا الفني الحديث .