كتب / الدكتور عادل عبد الرحمن
استاذ ورئيس قسم
التصميم بكلية التربية فنية جامعة حلوان
تصوير / يحيي اللقاني
مدير ادارة العلاقات العامة بجريدة الطبعة الاولي
محمود الببلاوي
فى معرضه الحالي يوم
الثلاثاء 6 من ديسمبر 2016
النيل وقناة السويس / تشكيل لوني
بمتحف أحمد شوقي
ليقدم للمتلقي سلسلة من اللوحات المليئة بالنضج الفني والمفعمة
بالحيوية ،
والتي تشبه شريط الذكريات المتتابع الذى يحمل بين طياته أحلامه وطموحاته
وآماله ، فالنيل لديه هو شريان الحياة الذى يمتد من جنوب مصر إلى شمالها ..
يبث الحياة
والحضارة بين ربوعها ويحمل الخير والرخاء لأبناء مصر منذ آلاف السنين وحتى يومنا هذا
، وقناة السويس التي أزهقت فيها أرواح الشهداء من المصريين لتصبح رمزاً من رموز التحدي
والتضحية من أجل حياة أفضل والتي ربطت قارات العالم ويسرت عمليات النقل البحري وأثرت الحركة التجارية
بين دول المشرق والمغرب ،
ثم إنجاز قناة السويس الجديدة .. هدية مصر السلام إلى العالم
، مفردات وعناصر قومية وطنية استقرت فى وجدان الفنان وأحاسيسه ، شخوص واضحة المعالم
أحياناً أو ملخصة ومجردة ومختزلة فى أحيان أخرى .. منازل ونخيل ومراكب صيد وبواخر
..
آلات موسيقية .. مساجد وكنائس .. نقلة نوعية
فى أعماله حيث تتحول عنده الشخوص إلى مساحات لونية مؤكدة أحيانا بالخطوط المحددة أو
مكتسية بالغموض، ثم تتوالى الإيقاعات من خلال ترديد المساحات فوق أسطح لوحاته ، معتمدة
على نوع من التقسيم القائم على حسابات الفنان البصرية التي تعكس خبراته الطويلة فى
مجال التعبير البصرى .. مجموعات لونية تعطى انطباعا بالبهجة .. ألوان فى الغالب دافئة
تتدرج من الأصفر إلى البرتقالي إلى الأحمر بدرجات غنية ومتنوعة ودسمة ، ألي جانب الأزرق
والأسود .. تأثيرات الفرشاة والسكين الجريئة تعطى زخماً وثراءًا لونياً لأعماله الفنية ،
كما تتحول سطوح لوحاته إلى
تقسيمات خطية مستقيمة أو منحنية محددة .. تذكرنا بأعمال الفنان الهولندي بيت موندريان
الذى عالج شجرة التفاح بتلخيصها بخطوط وأقواس
لتحصر بينها مساحات تصل إلى مفهوم التجريد .